كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



الصمة فقتل دريد وهزم الله أصحابه.
فرمى رجل أبا عامر في ركبته بسهم فأثبته (1) .
فقلت: يا عم! من رماك؟
فأشار إليه فقصدت له فلحقته فلما رآني ولى ذاهبا فجعلت أقول له: ألا تستحيي؟ ألست عربيا؟ ألا تثبت؟
قال: فكف فالتقيت أنا وهو فاختلفنا ضربتين فقتلته ثم رجعت إلى أبي عامر فقلت قد قتل الله صاحبك.
قال: فانزع هذا السهم.
فنزعته فنزا منه الماء فقال: يا ابن أخي انطلق إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فأقره مني السلام وقل له يستغفر لي.
واستخلفني أبو عامر على الناس فمكث يسيرا ثم مات.
فلما قدمنا وأخبرت النبي-صلى الله عليه وسلم- توضأ ثم رفع يديه ثم قال: (اللهم اغفر لعبيد أبي عامر) حتى رأيت بياض إبطيه.
ثم قال: (اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك).
فقلت: ولي يا رسول الله؟
فقال: (اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما (2)).
وبه: عن أبي موسى قال:
كنت عند رسول الله-صلى الله عليه وسلم- بالجعرانة (3) فأتى أعرابي فقال: ألا تنجز لي ما وعدتني؟
قال: (أبشر).
قال: قد أكثرت من البشرى.
فأقبل رسول الله علي وعلى بلال فقال: (إن هذا قد رد البشرى فاقبلا أنتما).
فقالا: قبلنا يا رسول الله.
فدعا بقدح فغسل يديه
__________
(1) من قوله " بريد " إلى هنا سقط من المطبوع.
(2) أخرجه ابن عساكر: 462 من طريق أبي يعلى عن أبي كريب عن أبي أسامة بهذا الإسناد وأخرجه البخاري 8 / 34 في المغازي: باب غزوة أوطاس ومسلم (2498) في
فضائل الصحابة كلاهما من طريق أبي كريب محمد بن العلاء عن أبي أسامة بهذا الإسناد.
وأوطاس: واد في ديار هوازن وهو غير وادي حنين.
(3) الجعرانة: بين مكة والطائف وهي إلى مكة أقرب.
وقال الفاكهي: بينها وبين مكة بريد وقال الباجي: ثمانية عشر ميلا.
سير 2 / 25